مفهوم
الدافع و الدافعية :
فالنسبة
للنقطة الأولى، فإن المشتغل بالتعليم كثيا ما يسمع كلمة "الدافع" و
"الدافعية" وغيرهما من الكامات المشتقة من مادة "دافع" تتردد
فى أوساط التعليم بين المعلمين والموجهين الفنيين والوجهين التبويين والقائمين على
إادة المؤسسات التعليمية : يسمع المعلم مثلا – يقول : إن هذا التلميذ أو ذاك ليس
له دافع أو دافعية للتعليم، أو ليس مدفوعا بالقدر الكافي للتعليم بعامة أو لتعليم
مادة معينة أو موضوع معين من مواد المنهج الدراسي ومن موضوعات أي مقر الدراسي.كما
يسمعه يتسائل : كيف أستطيع أن أدفع تلاطسذ فصلي أو مادة التدريسي الى التعلم ؟ أو
كيف أجعلهم يقبلون بحماس على دراسة موضوع معين ويتهمون بددراسته ؟ إلي غير ذالك من
الكلمات والعبارات والتساؤلات التي من هذا النوع يكثر سماعها في مجال التعليم.
ومن
حق السامع لمثل هذه الكلمات والعبارات والتساؤلات أن يسأل عن المعني العلمي لهذه
الكلمات ، وبخاصة كلمتي " دافع " و " دافية ".
أ.
معني
الدافع :
v يفسر الدكتور جابر عبد الحميد جابر
والأستاذ محمد مصطفى الشعبني الدوافع بأنها " اسعدادات نحو أنواع معينة من
السارك ، تمنو داخل الفد نتيجة نجاح نسبي لمحاولاته السابقة لإشباع حاجاته.
v ويعرف بالأخرى يفس الدكتور إبراهيم
محمد الشافعي الدافع بأنه : " عامل أو استعداد داخلي يثير السلوك، ويجعل
الكائن يواصله حتي ينتهي إلي غايته ".
v وقد فسر الدكتور رجاء محمود علام
" دافع " بما يقب من التفسير السابق الذي ذكره الدكتور الشافعي له،
وذالك عندما قال : " الدافع = حالة داخلية تؤدي إلى استثارة النشاط وتوجيهه
والعمل على استمره حتي يصل الكائن الحي
إلى الهدف الذي يشبع دوافعه، أي أن السلوك المدفوع سلوك موجه نحو هدف. "
v ويسفر الدكتورات محي الدين توق وعبد
الرحمان عدس الدافع بأنه :" نزعة للوصول إلي هدف قد يكون إرضاء حاجات داخلية
أو غبات خارجية...........إلى غير ذالك من التعريفات أو التفسيرات التي ذكرها
علماء النفس للدوافع والتي لا تخرج في مجموعها عن تفسي الدافع بأنه : " حالة
جسمية أو نفسية داخلية تثير سلوكا شخصيا فى موقف معين وظروف معينة، يتحقق بها
إشباع الدافع وإرضاء الحاجة التي انبعثت عنه وتخفيف فى حالة التوت التي صاحبت تحرك
الدافع وانبعاث الحاجة ".
ب.
معني
الدافعية :
والدوافع
كما يطلق على أحد العناص أو القوي الداخلية التي تحرر الطاقة الانفعالية الكامنة
لدى الفرد وتثير وتحرك السلوك المناسب، فإنه يطلق أيضا بمعنى أوسع ليشمل فى معناه
كافة العناصر والقرى المحركة والمثيرة للطاقة والسلوك والموجهة للساوك والمحافظة
على استمراره حتى يحقق الغاية أو الهدف منه، فيشبع بذالك الدافع المثار، وينخفض
بذالك التوتر الانفعالي المصاحب لتحرك الدافع، ويعود الشخص المدفوع إلى سابق
استقراره.
الدافع
بمعناه الواسع الشامل لكافة العنلصر، والقوى الفطرية والمكتسبة المحركة للسلوك ؛
من حاجات، وغبات وميول، واتجاهات، وانفعالات، وعواطف، وقيم، وعادات، وحوافز،
وبواعث، وأغراض، وأهداف، وما إلى ذالك من العناصر والقوى – يكون مرادفا لكلمة
" دافعية " التي يفضل البعض استخدامها عندما يكون المقصود "مجموعة
القوى النشيطة المحركة للسلوك . مثل : الحاجة، والرغبة، والميل، والحافز، والباعث،
والهدف، وما إلى ذلك من العناصر والقوى الداخلية والخارجية التي تتكون منها الطاقة
النفسية المحركة للسلوك، بقطع النظر عما إذا كانت فردية أم جماعية، ويمكن لمعلم أن
يستدل على أن تلميذا من تلاميذه يتمتع بدافعية عالية للتعلم بما يلاحظه عليه من :
شدة الانتباه للدرس، وشدة الاهتمام بدراسته، والجدّ والجدّية، والرغبة القوية فى
التعلم وفى اكتساب المعرفة وفي التحصيل المعرفي العالي وفي تفوق والنجاح، والسرعة
والدقة في أداء الواجبات الدراسية وإنجاز المهمات التعليمية، وما إلى ذالك من
مظاهر الدافعية العالية.
ويمكن
توضيح معنى " الدافعية " في موقف تعلمي بتلميذ رأى أحد زملائه فى الفصل
يقرأ قصة أو رواية معينة أعجبه عنوانها وأثار ما رآه دافع حب الاطلاع أو حب
المعرفة لديه، وقد أوجد تحرك هذا الدافع حاجة لدي ذالك التلميذ تتطلب منه إرضاء
وإشباعا، ألا وهي الحاجة إلى إطلاع على مضمون تلك القصة أو الرواية، وإلى معرفة ما
تشتمل عليه من أحداث ووقائع.
ومن
شأن هذه الحاجة وذالك الدافع وما يصحبهما من تيقظ انفعالي وتوتر نفسي أن تثير
سلوكه ونشاطه وتدفعه إلى محاولة الحصول على تلك القصة أو الرواية بالإستعارة أو
الشراء، وإلى قرائتها وفهم مضمونها ليشبع دافعه ويرضي الحاجة المنبعثة عنه، وتنخفض
بالتالي حالة التوت لديه، ويعود إلى حالة الاستقرار التي كان عليها قبل استثاره
وتحرك الدافع لديه.
ويمكن
توضيح مسيرة تحرك الدافع حتي تحقيق إشباعه وإعادة التوازن بالتخطيط التالي : وجود
مثيرة داخلي أو خارجي – تحرك دافع معين من دوافع السلوك – انبعاث حاجة عضوية أو
نفسية مناسبة – حدوث استجابة سلوكية – تحقيق الهدف المنشود – إشباع الدفع والحاجة
المستثارين – إزالة التوتر وإعادة التوزن الذي كان قبل استثارة الدافع.
بعض
المفاهيم الأخرى ذات العلاقة بمفهوم الدافع والدافعة :
1.
مفهوم
الغريزة:
قال
بهذا المفهوم كثير من العلماء، كان من بينهم : " دارون "و" مكدوجل
"و" فرويد "و" آدلر "و" جيمس" و" شيندر
"و" ثورندايك "، وغيرهم من المنتمين إلى مدرسة الغرائز والقائلين
والقائلين بنظرية الغرائز. وقد اختلف القائلون بهذه النظرية في عدد الغرائز
المحركة للسلوك. فأوصلها ( مكدوجل) في أحد أعماله العلمية سنة 1908 م إلى ثماتي
عشرة غريزة أساسية. وقصر (فرويد) عددها على غريزتين أساسيتين، هما : (غريزة
الحياة) التي يمثلها (مبدأ اللذة)، و(غرزية الموت) التي يمثلها (مبدأ العدوان).
وافترض علماء آخرون وجود عدد أكبر من الغرائز من تلك التي ذكرها ( مكدوجل) و
(فرويد)، يصل عددها عند بعضهم إلى مئات العزائر. بل يذهب بعض المكثرين من عددها
إلى وضع عريزة لكل سلوك معروف يقوم بع الإنسان.
والغريزة
في نظر ( مكدوجل) أبرز وأشهر القائلين بنظرية الغرائز هي : " دافع أولي فطري
أساسي للسلوك". ويمكن تحليل الغريزة – في نظرة – الى ثلاثة أنواع من
الاستعدادات الفطرية :
v
استعداد
فطري لملاحظة بعض المثيرات دون البعض الآخ.
v
استعداد
فطري للقيام بحكات معينة أو عمل ما.
v
استعداد
فطري للإنفعال بإنفعال معين.
فلو أخذنا
"غريزة الخوف" – مثلا- فإننا نجدها تشمل على ما يشي غلى هذه الاستعدادات
الثلاثة. فهي تشمل على الانتباه لما يثير الخوف، وعلى انفعال الخوف، وعلى النزوع
الى الهروب.
ومن التعريفات
والتفسيرات التي ذكرها ( مكدوجل) للغريزة، هو أنها : " استعداد عصبي نفسي
يجعل صاحبه ينتبه الى مؤثات من نوع خاص، ويدركها إدراكا حسيا، ويشعر بانفعال من
نوع خاص عند إدراكها، ويسلك نحوها مسلكا خاصا، أو على الأقل يشعر برغبة لأن يسلك
نحوها هذا المسلك "ومن الصفات الأساسية للغرائز : العموم ، والثبات ،
والاستمرار ، والفطرية ، والظهور فى مراحل من النمو تكاد تكون ثابتة، والقيمة
الحيوية ، والتخصص في نوع الموقف الذي يثيرها ، ووجود انفعال لكل غريزة وما الى
ذالك .
وتفسير أصحاب نظية
الغرائز للسلوك البشي لا يتعدى كونه وصفا لما يقوم به الانسان ، وليس تفسيرا
حقيقيا له. إذ أن الغرائز تصف السلوك ولا تفسره. فالقول بأن الانسان يقاتل لأن
لديه غريزة العدوان ........ لا يساعدنا على فهم وضبط السلوك البشري الذي هو الهدف
الأساسي لعلم النفس.
2.
مفهوم
الحاجة :
ومن
محكات السلوك والدافعة له أيضا "الحاجة " التي تنبعث عن الدافع وتصاحب
إثارته. وإ>ا ما نحركت الحاجة فإنها تصبح قوة داخلية دافعة للسلوك، تدعم الدافع
الذي انبعثت منه وتزيد من فاعليته في تحريك السلوك وتوجيهه واستماره حتي يتحقق
الهدف ويتحقق بالتالي إشباع الدافع وإشباع الحاجة التي صاحبت استثارته ويزول
التوتلر وتتم العودة إلى حالة الاستقرا التي كانت قبل تحك الدافع وانبعاث الحاجة.
والحاجة في أبسط معانيها تعبر عن " الحالة الجسمية أو النفسية التي يحس معها
الشخص بعدم الاتزان الجسمي أو النفسي ويعدم الاستقرار وفقدان أو نقص شيء معين
يعتبر فى نظره أمرا ضرويا لاتزانة واستقراره وربما لحايته".
فالشخص
يكون – مثلا – في حاجة إلى الطعام متي أعوز جسمه الطعام وأحس بالجوع وخواء المعدة.
ويكون في حاجة الى الأمن متي اعتراه الخوف وأحس بعدم الأمن أو بالتهديد في بقائه.
ويكون
في حاجة الي الحب والتقدير والانتماء متي وجد نفسه مكروها أو منبوذا أو مهانا أو
معزولا عمن حوله. وهكذا يمكن القول بالنسبة لبقية الحاجات العضوية والحاجات
النفسية ولاجتماعية.
وبقدر
قوة الحاجة يكون دفعها وتحريكها للسلوك. وقوة الحاجة تمكن أساسا فى عدم إشباعها،
لأن إشباع الحاجة يضعفها ويقلل من قدرتها على دفع السلوك وتحريكه.
3.
مفهوم
الحافز :
ومن
محركات وميثرات نشاط الانسان وسلوكه أيضا " الحافز " الذي اختلف العلماء
في تفسيره. فمنهم من اعتبره عاملا داخليا وجعله مادفا في معناه لمعنى :
"الدافع " ولمعنى الحاجة ومنهم من اعتبره عاملا خارجيا وجعله مرادفا فى
معناه لمعنى الغاية والغرض والباعث ومن وظائف الحافز بالمعني الأول : استثارة
"الميكايترمات" والآليات العصبية ووضعها فى حالة تحفز وعمل وتنشيط
السلوك وتهيئته للعمل والهجوم على المشبع أو الهدف الذي هو الحصول على الطعام فى
حالة دافع أو حافز الجوع والماء فى حالة حافز العطش. وهكذا بالنسبة لبقية الحوافز
الداخلية. والحافز بهذا المعنى مثله مثل الدافع من حيث ارتباط استثارته بحالة
تورتر وإعادة حالة التوازن الفيزيولوجي والنفس التي كانت قبل تحرك الحافز وتكون
قوة الحافز وشدته ومقدار الطاقة والجهد الذي سيبذله الشخص الذي تحرك لديه الحافز
على قدر الحرمان وقدر مدة هذا الحرمان من الطعام بالنسبة لحافز الجوع مثلا.
ومما
يميز الحافز بهذا المعنى ارنباطه بمثير معين stimulis يوجد غالبا فى
البيئة الخارجية للشخص، مثل شم رائحة طعام أو رؤية طبق طعام بالنسبة لحافز الجوع.
4.
مفهوم
الباعث :
وللسلوك
البشري كما تدفعه وتحركه وتوجهه عوامل داخلية مثل الدوافع الطرية الأولية والدوافع
والحاجات والحوافز في أحد معانيها الذي يجعلها ضمن مجموعة العوامل ومحكات ومثيرات
السلوك الداخلية، فانه تحركه وتستثيره عوامل خارجية كالبواعث والحوافز لدى من يى
أنها من العوامل الخارجية والأغراض ولأهداف.
فالباعث
هو عامل خارجي يوجد فى بيئة المدفوع،مهمته تحريك وإيثارة السلوك وتوجيه وجعله
يستمر حتى يحقق الغاية منه. ومن هنا يدخل الباعث ضمن المفهوم الواسع للدافع وضمن
عناصر الدافعية وهناك من علماء النفس من يرى أن الباعث ليس يدافع فى حد ذاته،
ولكنه يسهم فى تحريك السلوك وفى توجيهه ويساعد فى إزالة توتر الشخص وتحقيق اتزانه
وتكيفه.وذلك باعتبر الباعث مشعبا للدافع والحاجة.ومن هنا فالباعث مدعم ومنشط ومتمم
للدافع، وكلا الدافع والباعث أمر ضروري للمحافظة على درجة عالية من الانتباه
لموضوع السلوك . والبواعث والحوافز قد تكون إيجابية كالامتيازات والمكافآت
والجوائز وعبارات الإطراء والمديح والتشجيع، وقد تكون ذات طبيعة سلبية كالعقاب
والحرمان وعبارات التأنيب والزجر.
وما
قيل بالنسبة المباعث يمكن قوله أيضا بالنسبة للغرض والهدف اللذين يعتبران من
العوامل الخارجية التى تسهم فى تنشيط الدافع وفى تحريك وتوجيه السلوك باعتبارهما
مرتبطين بمشبع الدافع مثل الطعام والمكافآت والجزاءات المادية والمعنوية.
semoga bermanfaaat
khususnya kalian yg semester 4 fakultas dirasat islamiyah uin jakarta
Tidak ada komentar:
Posting Komentar